الدرس 2: القول والنصّ
والإعراب على الحكاية
1ـ القول والنصّ:
أـ
القول: القول هو حدث التلفّظ بالكلام
المفيد في سياق شفويّ يكون فيه قائل وسامع. والقول كلّ ما ينطقه المتكلّم من كلام
مفيد للمعنى. لاحظ في النصّ الأوّل قول الشاعر تأبّط شرّا جوابا عن سؤال(ما
تأبّطّت يا ثابتُ) حيث يجيب (الغولَ) فهذا القول مفهوم إنجازيّ يرتبط بالسياق
التخاطبيّ. إنّه مكوّن من كلمة واحدة لكنّها مفيدة يحسن السكوت عليها وتفهم في
سياقها الشفويّ فيحسُن السكوت عليها. في مقابل هذا الكلام التام الفائدة المندرج
في الإنجاز يوجد مفهوم نظريّ يناسب هذا الكلام هو الجملة. فهي الوصف النظريّ الذي
يقدّمه النحويّ لأقوال المتكلّمين، أي الصورة النظريّة للكلام من فعل وفاعل ومبتدأ
وخبر. وهذا القول (الغولَ) صورته النظريّة هي (فعل+فاعل+مفعول به) فتقدير أصل
الكلام قبل الحذف هو (تأبّطتُّ الغول)
ب ـ النصّ: النصّ لغة هو الدلالة القطعيّة ومنه نصّت الآية على التسامح أي دلّت دلالة
ثابتة قطعيّة. فهو مصدر من نصَّ. أمّا اصطلاحا فالنصّ في النحو الحديث يرتبط بالكلام
المدوّن المكتوب، فالنصّ هو "كلّ خطاب مقيّد بالكتابة" (بول ريكور) وتعريفه
الأكثر شيوعا هو مجموعة جمل مترابطة ومنسجمة نحويّا ودلاليّا. لكن قد يكون النصّ
في بعض السياقات النحويّة جملة واحدة. هذا هو التعريف اللغويّ للنصّ لكن لا بدّ أن
ننتبه إلى أنّ النصّ يمكن أن يكون غير لغويّ (إشهار، رسم كاريكاتوريّ، إشارات...).
ـ النصّ اللغويّ إذن هو مجموعة جمل منسجمة دلاليّا ومترابطة نحويّا وقد يكون
النصّ أحيانا جملة واحدة وقد يتوسّع إلى نصوص فرعيّة.
ـ لكي نفهم ارتباط القول بالجانب المنجز من الكلام في مقام معيّن، يمكن أن
نعود إلى الفروق بين مفاهيم النص والجملة والكلام والقول واللفظ:
- الجملة :الشكل
النحوي+ الإسناد: الصورة النظريّة للكلام مثل فعل وفاعل أو مبتدأ وخبر.
- الكلام:
الإنجاز الفردي للجملة في سياقات التخاطب+ الإفادة+التمام.
"الكلام هو القول المفيد بالقصد والمراد
بالمفيد ما دل على معنى يحسن السكوت عليه" ابن هشام مغني اللبيب
" والجملة
عبارة عن الفعل وفاعله كـقام زيد والمبتدأ وخبره كزيد قائم " ابن هشام
- القول: اللفظ المفيد للمعنى: ما ينطق في الإنجاز مفيدا
لمعنى. (+ إفادة)
- اللفظ: ما ينجز دون أن تشترط فيه الإفادة فهو أعمّ.
(+/- الإفادة)
-النصّ:
- مفهوم ماديّ للكلام (كلام مدوّن)، هو كل خطاب مقيد بالكتابة.
ج ـ مقول القول:
ـ ننطلق من النصّ الأصليّ باعتباره مجموعة من الجمل المترابطة والمنسجمة
نحويّا ودلاليّا، وصورته: [جملة 1] + [جملة 2] + [جملة3] + ....
ـ نلاحظ أنّ بعض الجمل في النصّ الأصليّ قد تحمل فعل قول:
(1) قال الضيف: "السلام عليكم"
(2) صرخ الرجل: "أغيثوني"
(3) [أنشد الشاعر: "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل"
ـ نلاحظ أنّ أفعال القول لا تقتصر على الفعل "قال". فرغم كثرة
استعماله في النصوص العربيّة القديمة إلا أنّنا قد نجد أفعال قول أخرى منها مثلا: صرخ،
أنشد، حدّث، صاح، هتف، ذكر، نادى، روى،
حكى، خبّر، أخبر، غنّى...
ـ إنّ الكلام الذي نضعه بين مزدوجين: ("السلام عليكم" /
"أغيثوني" / "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل") هو جملة فرعيّة
وظيفتها مفعول به لفعل القول (قال/ صرخ/ أنشد).
ونسمّيها جملة مقول القول.
ـ تصبح بنية الجملة الأصليّة: فعل (من أفعال القول) + فاعل + مفعول به (جملة
مقول القول).
ـ
نعرّف حينئذ جملة مقول القول بأنّها الجملة الواقعة
بعد فعل من أفعال القول. ومن أمثلتها في الجمل السابقة: ("السلام عليكم / أغيثوني / قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل). إنّها مقول قول أي كلام
ورد بعد فعل قول. يمكن أن نعتبر كلّ مقول قول نصّا فرعيّا حتّى وإن كان مكوّنا
من جملة واحدة، كما في الأمثلة السابقة.
ـ لاستخراج فعل القول ننتبه إلى أنّه لا ينبغي اعتماد صيغة الوصل (ذكر أنْ
سيكون ...) (أخبرَ الراوي أنَّ رجلا...) أو صيغة تعدية الفعل (قال بــخلق
القرآن).
ـ هناك إمكانيّة لورود فعل القول مبنيّا للمجهول (قيل رُوي...) فتكون وظيفة
مقول القول حينئذ نائب فاعل.
د ـ النصّ الأصليّ والنصّ الفرعيّ:
لاحظْ الفرق بين الأمثلة المذكورة سابقا (1) و(2) و(3) والأمثلة التالية
(4) و(5) و(6):
(4) قال الضيف: "السلام عليكم. هل يمكن أن أجد
عندكم طعاما"
(5) صرخ
الرجل: "أغيثوني. فأنا ملهوف. وهذا الخطر يداهمني"
(6) أنشد الشاعر: "أنا
الأرض. والأرض أنت. خديجةُ. لا تغلقي الباب. لا تدخلي في الغياب"
ـ نلاحظ وجود مقول القول في شكل جملة وحيدة في الأمثلة (1) و(2) و(3)
ـ في المقابل نلاحظ وجود أكثر من جملة في مقول القول في الأمثلة (4) و(5) و(6).
ـ رأينا في تعريف النصّ أنّه قد يكون جملة واحدة وقد يكون مجموعة جمل. إذن
يمكن أن نعتبر الكلام الوارد مقول القول في الأمثلة (1) و(2) و(3) نصّا
فرعيّا ورد في شكل جملة واحدة ("السلام عليكم" / "أغيثوني" /
"قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل") فهو نصّ فرعيّ متفرّع عن النصّ الأصليّ
أو النصّ الرئيسيّ الذي يحمل فعل القول. وهذا الكلام (مقول القول) نعتبره نصّا
فرعيّا بالنظر إلى النصّ الأصليّ الذي يمثّل الجملة الأصليّة التي تحمل فعل القول
ويحتلّ فيها مقول القول وظيفة المفعول به. ويمكن أن نمثّل لذلك كالآتي:


النصّ الفرعيّ


النصّ الفرعيّ


النصّ الفرعيّ
ـ يمكننا أن نعتبر الكلام الوارد مقول القول في الأمثلة (3) و(4) و(5) نصّا
فرعيّا وهو مكوّن من أكثر من جملة:


النصّ الفرعيّ


النصّ الفرعيّ
ـ النصّ الأصليّ (أو الرئيسيّ) إذن هو الذي يتضمّن فعل
القول والقائل الأوّل أو المتكلّم الذي نطق بمقول القول (الضيف/ الرجل/ الضيف).
ـ النصّ الفرعيّ هو النصّ الوارد بعد فعل
القول ونكتبه عادة بين مزدوجين (مقول القول) وتكون وظيفته مفعولا به (أو نائب فاعل
عند بناء فعل القول للمجهول). وقد يكون النصّ الفرعيّ متكوّنا من جملة واحدة كما
في الأمثلة (1) و(2) و(3) وقد يحتوي على أكثر من جملة كما في الأمثلة (4) و(5)
و(6). والنصّ الفرعيّ هو نقل حرفيّ للمقول ولذلك يُسبق بنقطين ويوضع بين مزدوجتين
تمييزا له عن النصّ الأصليّّ. (قال الضيف: "السلام عليكم").
ـ قد نكتفي بالنصّ الفرعيّ المشتمل على جملة أو أكثر من جملة كما في
الأمثلة السابقة. لكن يشتمل النصّ الفرعيّ على فعل قول جديد. فنجد داخل النصّ
الفرعيّ نصوصا فرعيّة أخرى لقائل ثان وثالث... ويمكن أن نمثّل لذلك بالمثال (7):
(7)« قال الرجل: " قدم إليّ ضيف ج1/. طرق الباب ج2/ ثمّ صرخ:
"أريد طعاما"ج2 / »
ـ في هذا النصّ الأصليّ متكلّم
أوّل (الرجل) وفعل قول (قال) فإذا تأمّلنا النصّ الفرعيّ (قدم إليّ ضيف طرق الباب
ثمّ قال أريد طعاما) الوارد مقول قول، نلاحظ وجود فعل قول جديد (صرخ) لمتكلّم ثان
(الضيف) في الجملة الثالثة (ج3) من مقول القول. إذن صار لدينا ـ إضافة للنصّ الأصليّ
في المثال (7) ـ نصّ فرعيّ أوّل (قدم إليّ ضيف طرق الباب ثمّ قال أريد طعاما) ونصّ
فرعيّ ثان من درجة أدنى (أريد طعاما).



النص
الفرعيّ الأوّل
النصّ الفرعيّ الثاني
ـ نلاحظ أنّ النصّ الفرعيّ إذا اشتمل على فعل قول جديد فإنّنا
نجد ضمنه نصّا فرعيّا آخر من درجة أدنى منه. فإذا لم يشتمل على فعل قول اكتفينا
به.
التمرين 1:
أكمل مشجّر
للنصوص الفرعيّة في الجملة الثالثة من النصّ الخامس:
النصّ الأصليّ:



ج1 ج2 ج3
ج1[قال لي ابن
الأعرابيّ: "قال...في غير خطل"]
+ ج2
[قال ابن الأعرابيّ: "فقلت...تقريب البعيد"] + ج3 [قال ابن الأعرابيّ: "قيل....الإسهاب"]


النصّ الفرعيّ1:
النصّ الفرعيّ5:
[قال لي المفضّل: "قلتُ... غير خطل"] ج1 [فقلت للمفضّل: "ما
الإيجازعندك"] + ج2 [قال: "حذف.... تقريب البعيد"]
![]() |
![]() |
![]() |
|||
النصّ
الفرعيّ2: النصّ الفرعيّ 6:
[ما الإيجاز عنك] النصّ الفرعيّ7: [حذف البعيد وتقريب البعيد]
ج1 ج2
[قلتُ لأعرابيّ منّا: "ما البلاغة"] + [قال لي: "الإيجاز...خطل"]


النصّ الفرعيّ3: النصّ الفرعيّ4:
[ما البلاغة؟]
[الإيجاز في... خطل]
التمرين2:
انظر في النصوص المصاحبة. قسّم كلّ نصّ إلى جمل باعتماد
معيار الإسناد. ثمّ استخرج النصوص الفرعيّة التي وردت مقول القول داخل كلّ نصّ.استخدم
رسم المشجّر لتمثيل النصوص الفرعيّة وعلاقتها بالنصّ الأصليّ.
2 ـ الإعراب على الحكاية:
أـ ما معنى الإعراب على الحكاية؟:
رأينا أنّ علاقة العامل بالمعمول في نظريّة الإعراب، تقتضي أن يُحدث العامل
تأثيرا في معموله بالرفع أو النصب أو الجرّ أو الجزم. انظر إلى الكلمات المسطّرة
في كلام المتحاورين كيف خضعت لتأثير العامل:
1) ـ هل رأيتَ زيدًا؟" ـ "من زيدٌ؟" (مبتدأ مرفوع والذي رفعه هو العامل المعنويّ:
"الابتداء")
2) -
" هل مررتَ بزيدٍ؟" ـ "من زيدٌ"
3) ـ "شكرا" ـ "ما أصنع بـالشكر ِ؟" (مجرور
والعامل الذي جرّه هو حرف الجرّ "بـ")
4) ـ اقرأ لي من سورة المؤمنين (مجرور والعامل الذي جرّه هو المضاف)
5) ـ
مآل الكافرين سوء العذاب. (مضاف
إليه والعامل الذي جرّه هو المضاف)
6) مدينة القيروانِ مدينة إسلامية
7)
كان ثابتٌ شاعر جاهليّ (اسم ناسخ مرفوع والذي رفعه هو العامل
"كان")
في الأمثلة السابقة كان الإعراب في الكلمات المسطّرة إعرابا صريحا وليس
مقدّرا فقد ظهر التأثير الإعرابيّ من خلال اعتماد علامات إعرابيّة أصليّة هي
الحركات في آخر حرف من الكلمات المسطّرة.
لكن يمكن أن نجد ظاهرة نحويّة مختلفة في نفس هذه الأمثلة حيث تكون تلك
الكلمات المسطّرة غير خاضعة لتأثير العامل في الظاهر فلا يؤثّر في حرفها الأخير. تأمّل الأمثلة التالية لترى ذلك
بوضوح:
1) ـ
هل رأيتَ زيدًا؟" ـ
"من زيدًا؟"
(مبتدأ لكنّه ليس مرفوعا بل حافظ على تأثير عامل الفعل)
2) -
" هل مررتَ بزيدٍ؟" ـ
"من زيدٍ؟" (مبتدأ لكنّه
ليس مرفوعا بل حافظ على تأثير عامل الجرّ)
3) ـ "أشكرك
شكرًا" ـ
"ما أصنع بـ"شكرًا"؟" (مجرور تقديرا لكنّه حافظ على
تأثير عامل الفعل)
4) ـ اقرأ سورة المؤمنون (مجرور بالإضافة لكنّه بقي مرفوعا بالواو
والنون)
5) ـ سورة
الكافرون من قصار السور.
6) مدينة "سُرّ من رأى" مدينة
إسلامية (مجرور تقديرا، لكنّه حافظ على إعرابه السابق)
7)
كان "تأبّطَ شرّا"
شاعر جاهليّ (اسم ناسخ مرفوع تقديرا لكنّه
حافظ على إعرابه السابق)
لاحظ أنّ المبتدأ في المثال 1 لم يكن مرفوعا بل بقي خاضعا لتأثير عامل
الفعل في السؤال السابق له. والأمر نفسه في المثال2 حيث بقي زيد مجرورا رغم تغيّر
العامل ووجوب الرفع. ويظهر الأمر بوضوح في المثال3 حيث بقيت شكرا منصوبة وكأنّ
العامل السابق (الفعل) لازال مؤثّرا فيها. لقد حافظت شكرا على النصب رغم أنّها
صارت خاضعة لتأثير عامل جديد يستوجب الجرّ وهو حرف الجرّ "بـ". كما أنّ
اسمَيْ السورتين "الكافرون/ المؤمنون" بقي مرفوعا رغم أنّه مضاف إليه،
لأنّه صار اسم علم.
نسمّي هذه الظاهرة "الإعراب على الحكاية"
ب ـ تفسير ظاهرة
الإعراب على الحكاية:
الإعراب
على الحكاية ظاهرة نحويّة عرّفها النحاة بطرق مختلفة:
ـ هو إيراد اللفظ على ما
تسمعه (أي تضعه في الجملة كما سمعته ولا تخضعه لتاثير العامل) فهو ذكر اللفظ المذكور بعينه بلا زيادة ولا
نقصان.
ـ المقصود بالحكايةُ هي نقل
القول المحكي مفردا أو جملة بنصّه ، فلا تظهر عليه علامة الإعراب في السياق الجديد
و إنّما تقدّر فيه. فكما قال الأوّل "شكرا" بالنصب تحاكي هذا القول
وتورده كما هو (ما أصنع بـ"شكرا"؟) فلا تُعمل فيه حرف الجرّ.
ـ الكلام الذي يُعرب على
الحكاية (سُرّ من رأى/ تأبّط شرّا) عند إعرابه في السياق الجديد ينظر إليه على
أنّه لفظة مفردة وإن رُكـّبت من أكثر من لفظ. فـعبارة "سرّ من
رأى" تُعامل معاملة اسم مفرد لمدينة ولا قيمة للفعل العامل داخلها. وكذلك
عبارة "تأبّط شرّا" فرغم أنّها جملة فيها عامل ومعمولان إلاّ أنّها
منقولة على الحكاية فتُعامل معاملة اسم علم مفرد لشاعر جاهليّ معروف. فقد انتقلت
الألفاظ إلى التسمية وعوملت معامَلَة الاسم العلَم.
ـ إنّ الذي منع من ظهورِ
علامة الأعراب في السياق الجديد حسب النحاة هو اشتغال المحلّ بحركة الحِكاية (الرضي
في شرح الكافية) أي كأنّ الكلمة لا زالت مرتبطة بسياقها الأوّل بما فيه من عوامل
فيخضع محلّها للإعراب لكن دون أن تتغيّر هي حسب الحركة المناسبة للمحلّ. ففي
المثال (ما أصنع بـ"شكرا"؟) رغم أنّ المحلّ يقتضي الجرّ إلاّ أنّ
"شكرا" انشغلت عن تأثير عامل حرف الجرّ "بـ" وبقيت مشدودة إلى
محاكاة صيغتها الأولى في السياق السابق.
ج ـ تأمّل النصوص التالية واستخرج العبارات المعربة على
الحكاية:
1 ـ حكى
سيبويه في الكتاب: وسمعتُ عربياً مرة يقول لرجل سأله فقال: أليس قُرشياً؟ فقال:
ليس بـ "قرشياً"، حكايةً لقوله.
2ـ قال
صلى الله عليه وسلّم: ( ألظوا بـ " يا ذا الجلال والإكرام").
3ـ " الحمد
لله" تملأ الميزان، و"سبحان الله" تملأ أو تملآن ما بين السماء
والأرض.
4ـ وحكى
الحريري في "درّةُ الغوّاص في أوهام الخواصّ" قال: قال أبو الفتح عثمان
بن جنى : أنشدني شيخنا أبو عليّ الفارسي قول الشاعر :
تَنادَوا بالرحيل غدا وفي ترحالهم نفسي
فأجاز "بالرحيل" ثلاثةَ أوجه : الجر بالباء والرفع والنصب على الحكاية. فحكاية الرفع كأنهم قالوا : الرحيلُ غدا وحكاية النصب على تقدير قولهم : اجعلوا الرحيلَ غدا.
تَنادَوا بالرحيل غدا وفي ترحالهم نفسي
فأجاز "بالرحيل" ثلاثةَ أوجه : الجر بالباء والرفع والنصب على الحكاية. فحكاية الرفع كأنهم قالوا : الرحيلُ غدا وحكاية النصب على تقدير قولهم : اجعلوا الرحيلَ غدا.
تمرين 1: اقرأ النصّ وافهمه
جيّدا ثمّ قسّمه إلى جمل حسب مقياس استقلال الإسناد ثمّ
وتأبّط شرّا لقب لُقّب به. ذَكر الرواة أنّه
كان رأى كبشا في الصحراء فاحتمله تحت إبطه، فجعل يبول عليه طول طريقه. فلمّا قرب
من الحيّ ثَقُل عليه الكبش فلم يُقِلْه فرمى به فإذا هو الغول فقال له قومه ما
تأبّطّت يا ثابت قال الغول قالوا: لقد تأبّطّت شرّا فسُمّي بذلك. وقيل بل قالت له
أمّه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح غيرك. فقال لها: سآتيك الليلة بشيء. ومضى فصاد
أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه، فلمّا راح أتى بهنّ في جراب متأبّطا له، فألقاه
بين يديها، ففتحته فتساعين في بيتها، فوثبت وخرجت. فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك
به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاعٍ في جراب.
قلن: وكيف حملها. قالت: تأبّطها. قلن لقد تأبّط شرا. فلزمه تأبّط شرّا.
أبو الفرج الأصفهاني، كتاب
الأغاني ،
دار الفكر، ط2، بيروت، ج10، ص138
تمرين 2: استخرج الألفاظ المعربة على الحكاية معلّلا
جوابك:
قال لي ابن الأعرابيّ : قال لي المفضّل بن
محمد الضبي: قلت لأعرابيّ منّا: ما البلاغة؟ قال لي: الإيجاز في غير عجز، والإطناب
في غير خطل. قال ابن الأعرابي: فقلت للمفضّل: ما الإيجاز عندك؟ قال: حذف الفضول،
وتقريب البعيد. قال ابن الأعرابيّ: قيل لعبد الله بن عمر: لو دعوت الله لنا
بدعوات. فقال: اللهمّ ارحمنا وعافنا وارزقنا. فقال له رجل: لو زدتنا يا أبا عبد
الرحمن. فقال: نعوذ بالله من الإسهاب.
الجاحظ ـ البيان والتبيين، دار ومكتبة
الهلال بيروت ص99
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق